مقالات

قاسم حجيج وسيرة الشيخ ناصيف النصار: شيخ مشايخ جبل عامل

من رموز منطقة جبل عامل يلتمع اسم الشيخ ناصيف النصّار العامليشيخ مشايخ جبل عامل المعروف والذي قُتل سنة 1870 في الحرب التي جرت بينه وبين عسكر الجزار قرب قرية يارون ودفن فيها.

وبسؤال الباحث والمؤرّخ قاسم حجيج رئيس بلديّة دير انطار عن هذه الشخصيّة البارزة، أجاب: “جاء لقب الشيخ من أمراء جبل عامل، إذ كانوا يلقبون بالمشايخ، وكانت إمرة جبل عامل وقتذاك لثلاث طوائف فإمرة بلاد بشارة تتبع لآل علي الصغير، وإمرة بلاد الشقيف للصعبيّة، وامرة إقليم الشومر لآل منكر، في حين كان يُطلق على ناصيف لقب شيخ المشايخ، لأي أمير الامراء، وكان الشيخ ناصيف وباقي امراء جبل عامل قد والوا الشيخ ظاهر العمر الصفدي، الذي تغّلب على امارة بلاد فلسطين، وخلع طاعة الدولة العثمانيّة، ولما بعث علي بك الطنطاوي من أمراء المماليك في مصر جيشا لفتح سوريا مع محمد بك أبو الذهب، انضم إليه جيش الظاهر وجيش حليفه ناصيف، وتذكر المصادر التاريخيّة أنّ علي بك الطنطاوي وحلفاءه دخلوا دمشق فاتحين”

ويضيف الباحث قاسم حجيج: “بعد النجاح الذي حققه الطنطاوي أوعز السلطان العثماني إليه رسولاً يحذّره من مغبّة الاستمرار بحملته تلك، ويغريه في الوقت ذاته بإبقائه والياً على مصر والسودان، فانسحب علي بك بجنوده وترك الظاهر والشيخ ناصيف يواجهان والي عكا أحمد باشا الجزّار الذي وصلته قوّات وتعزيزات كبيرة من اليونان وصقليّة، وتخلّى الحلفاء الصفديّون عن الشيخ نصّار حين أعطاه الجزّار ولاية صفد، فلم يبق في الميدان غير الشيخ نصّار وبرفقته 470 مقاتلاً فقط، وكان خروجه إلى الحرب قرب قرية يارون قُتل معظمهم خلال القتال، في عام 1781، بعد أن زلت أرجل فرسه على بلاطة صخرية في المعركة، فأتته رصاصة من أحد جنود الأعداء وأصابته بمقتل فمات على الفور، ولا تزال صخرة يارون ماثلة كنصب تذكاري للشيخ الشهيد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى