قاسم حجيج وحكاية مثل: “قام الدب ليرقص، قتل سبع تمان تنفس

في الذاكرة الشعبيّة لأهالي منطقة جبل عامل، قول مأثور وهو: “قام الدب ليرقص، قتل سبع تمان تنفس!“، وهو مثل يُضرب للأشخاص الضّخام المغفّلين الذين يخفقون في كلّ خطوة يقومون بها نحو حلّ مشاكلهم، فإذا بتلك الخطوات تكون وبالاً عليهم وعلى من حولهم.
وبسؤال الأستاذ المؤرّخ الاستاذ قاسم حجيج رئيس بلديّة دير انطار، والسّجل الحيّ للذاكرة الشعبيّة لمنطقة جبل عامل عن هذا المثل ودلالاته، أجاب: “يُحكى أنّ شخصاً من أهل جبل عامل ذهب في رحلةٍ تجاريّة نحو بلاد القوقاز، وهناك استضافوه وأكرموه، وكان عندهم عادة يقومون بها للتسلية، وهي تربية الدببة وجعلها ترقص في الميادين والاحتفالات والأعياد، أُعجب العامليّ بهذه العادة، فأهداه القوقازيّون ديسماً صغيراً ليربيه، وعلّموه كيفيّة تدريبه على الرّقص، وكيفيّة مكافأة الدبّ بقطع الفاكهة كلّما دار وتمايل. عاد العامليّ بالديسم وحبسه في الاسطبل، ولم يجعل أحداً يعلم به أبداً، وغذّاه جيّداً حتّى كبر وأصبح دبّاً ضخماً، وبالفعل أحسن الرّجل تدريب الدب، وأصبح يتمايل مع غناء الرّجل لينال جائزته من قطع الفاكهة المجففة والحلوى، وفي يوم العيد، قرر الرّجل استثمار دبّه ليجني مالاً وفيراً من عرضه في ساحة العيد، وحين رأى الناس الرّجل يسوق الدّب نحو ساحة البلدة، تجمهروا بأعداد كبيرة وصاروا يصيحون عليه، وبدأوا يرمونه بالحجارة والعصي، والرّجل يزجرهم، إلى أن جفل الدّب الذي لم يتعوّد على الجماهير بسبب حبسه طوال الوقت بعيداً عن الناس، فهاج الدّب وقطع السلسة الحديديّة التي يربطه بها صاحبه، وهجم نحو الجمع يضرب ويعضّ قبل أن يُطلق عليه رجال الدّرك النّار”.
وأكّد الأستاذ الاستاذ قاسم حجيج أنّ هذه الحادثة ذهبت مثلاً يُطلق على كلّ شخص متهوّر قليل الفهم، يخرّب حين يحاول أن يُصلح، وكذلك الشّخص ثقيل الظلّ أو ضخم الجثّة كالدّب، الذي لا يعرف التصّرف أمام النّاس، إنّ العامليّ بطبعه خفيف الظلّ، لمّاح، محبوب، متحدّث، له كاريزما خاصّة أينما حلّ، وبالتالي فإنّ هؤلاء الأشخاص من الطبيعي أن يكونوا غريبين عن جوّ أهل المنطقة، ولكن من المهم أن نُشير إلى أنّ هذا النقد يُقال من باب التوجيه والحث على التغيير، وليس من باب التنمّر أبداً، فالتنمّر لا ينتمي إلى بيئة جبل عامل مطلقاً.