مقالات

قاسم حجيج وتفسير أمثال جبل عامل العميقة

“قبرنا الشيخ زنكو سوا!”

في منطقة جبل عامل، يُستخدم هذا المثل الشعبي للدلالة على شخص يحاول تزييف الحقيقة أمام شريك في الكذبة الأصلية. المثل واسع الانتشار في العالم العربي ويُعتبر شاهداً على الحيل التي يلجأ إليها بعض البشر لتحقيق مكاسب شخصية.

عند سؤال الأستاذ قاسم حجيج، المؤرّخ ورئيس بلديّة دير انطار، عن أصل ومعنى هذا المثل، أوضح قائلاً:
“هذا المثل يرتبط بقصة قديمة يُعتقد أنّها تعود إلى العهد الفاطمي. خلال تلك الحقبة، وبعد عهود من تحريم العباسيين بناء الأضرحة، منحت الدولة الفاطمية رخصة مفتوحة لإقامة القبور والمقامات. وبالتالي، انتشرت الأضرحة في مختلف المناطق التابعة للدولة.

أما القصة التي تحمل هذا المثل فتقول إن اثنين من المحتالين كانا يتنقلان من بلدة لأخرى. عندما ماتت الدابة التي كانت تقلهما، خطرت لهما فكرة استغلال الوضع. قاما بدفن الدابة، وبنيا فوقها قبة صغيرة، مدّعين أنها قبر شيخ يُدعى الشيخ زنكو، وهو ولي صالح صاحب كرامات.

بمرور الوقت، بدأت القوافل والزوار بالتبرك بالقبر، وقدموا الهبات للمحتالين، اللذين ادعيا خدمته. مع مرور السنوات، أصبح القبر ذا مقام محترم ودخل ثابت لهذين الرجلين. لكن عندما نشب خلاف بينهما حول تقسيم المال، أقسم أحدهما بالضريح، فرد الآخر قائلاً: ‘قبرنا الشيخ زنكو سوا!’، مشيراً إلى أنهما يعرفان الحقيقة ولا داعي للادعاء”.

وأضاف الأستاذ حجيج:
“هذا المثل يعكس الخسّة والوضاعة في نفوس بعض البشر. القصة تحمل رسالة عميقة حول استغلال البسطاء وزعزعة إيمانهم بمعتقداتهم، وهو درس يتطلب التفكير العميق في أبعاده الأخلاقية والإنسانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى