مقالات

شقرا: رمز الخصوبة والبركة في جبل عامل

        لقرية شقرا في المنطقة العامليّة مركز مرموق وتاريخ حافل في الذاكرة الشعبيّة لأهالي المنطقة، إذ يُفتخر بكل ما فيها من نبات وحيوان وإنسان، ويُعزى ذلك إلى أنّ الله باركها وبارك ما فيها ومن فيها، ويقول المثل الشعبي: “عدس شقرا ما بيلقى دقرا!“.

وبسؤال الأستاذ المؤرّخ الاستاذ قاسم حجيج رئيس بلديّة دير انطار، والسّجل الحيّ للذاكرة الشعبيّة لمنطقة جبل عامل عن هذا المثل ودلالاته، أجاب: “بلدة شقرا، أو شقراء، بلدة طيّبة في منطقة جبل عامل، تمتاز بطبيعتها الخلابة، وهوائها العليل وطيب مأكلها ومشربها، ونضارة وخصب أراضيها، وطيب منتوجاتها وثمارها، فكلّ ما يخرج من بلدة شقرا يكون مرغوباً بشدّة في كل مكان، ألبانها، أجبانها، ثمارها، خضرواتها، لحومها، والفكرة السائدة في المنطقة أنّ جميع ما يخرج من تلك القرية، أو ينتج عنها مبارك وطيّب، لذلك يقول المثل: عدس شقرا ما بيلقى دقرا، أي أنّه ينضج سريعاً في الطبخ، وليس كالعدس الذي تنتجه بقيّة القرى، والذي يحتاج إلى السلق مدّة طويلة على النّار كي ينضج، كما أنّ من الحكايا التي تُروى عن قرية شقرا، أنّ بقّاراً من بلدة شقرا باع واحدة من أبقاره إلى جزّار، غير أنّ هذا الجزّار تأخّر بذبحها عدّة أيّام، وحين فعل ذلك اشتكى النّاس الذين اشتروا اللحم من قساوة ذاك اللحم وصعوبة نضجه، فذهب الجزّار إلى بقّار شقرا مشتكياً من الغشّ، وأنّ البقرة تلك مستحيل أن تكون من أبقار شقرا، غير أنّ البقّار أجابه: الحقّ عليك أنت، أنت تأخّرت بذبحها، فأكلت من عشب بلدتك الذي أفسد لحمها، فأنا بعتك بقرة من شقرا، ولم أبعك عشب شقرا. أي أنّ عشب البلدة ونباتها الطيّب هو الذي يجعل لحم أنعامها طيّباً، وذلك استناداً لقول الله تعالى: والبلد الطيّب يخرج نباته بإذن ربّه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً”.

وأكّد الأستاذ الاستاذ قاسم حجيج أنّ الخصوبة والبركة صفتان أساسيّتان تميّزان منطقة جبل عامل ككل، وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني، ففاكهة المنطقة، ولحومها، وألبانها، وجميع منتجاتها الزراعيّة والحيوانيّة تعتبر سلعاً رائجةً ومطلوبةً في كلّ لبنان، وحتّى في المنطقة العربيّة وأوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى