مقالات

قاسم حجيج والكشف عن التقويم الفينيقي في معشوق

كشفت التنقيبات الأثريةّ في منطقة معشوق القريبة من صور عن تقويم خاصٍ بأهالي مدينة صور يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويدلّ هذا الكشف على مدى تحضّر المنطقة وأسبقيّتها في الاعتماد على العلوم الريّاضيّة في إصدار التقويمات لأهلها.

وبسؤال الأستاذ المؤرّخ قاسم حجيج رئيس بلديّة دير انطار، الباحث في تاريخ المنطقة عن الأثار الفينيقيّة في جبل عامل أجاب: “اشتقّ اسم مدينة صور من الجذر الفينيقي (صر) الذي يعني الصخرة، إشارة للجزر الصخرية التي بُنيت المدينة عليها في الأصل قبل اتصالها باليابسة، غمن المعلوم أنّ صور بناها الفينيقيّون على جزيرة قبالة السواحل وكانوا يصلون إليها بالقوارب، غير أنّ انحسار مياه البحر، جعلها متصلة باليابسة، ومنطقة صور غنيّة بالآثار الفينيقيّة”.

وأضاف السيّد قاسم حجيج: “في منطقة صور الكثير من المواقع الأثريّة الفينيقيّة والهلينيّة والتي عُثر فيها على نقود صوريّة ويظهر فيها، آلهة الحظّ الفينيقيّة وبوقها رمز الرخاء، والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد، ونجد البوق ذاته منتشراً في جميع الأسواق الماليّة في وقتنا الحاضر كرمز للغنى، إذ يُنقش أيضاً على أونصة الذّهب البوق الفينيقي ذاته وهو يسكب النقود الذهبيّة، ووجد أيضاً في المواقع الأثريّة في جبل عامل نقوداً صوريّة تحمل صورة البومة رمز المعرفة وهي تعود للقرن الرّابع قبل الميلاد، وكذلك عُثر على نقود تحمل نقش معبد فينيقي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد، وكذلك عُثر في صور على قطعة نقديّة عليها نقش هرمس رسول الآلهة تعود للقرن الثالث قبل الميلاد.

وأضاف الأستاذ قاسم حجيج: “ومن الملوك العظام الذي شهروا اسم صور في العالم القديم الملك ايتو بعل الكبير، الذي تولّى عرش صور من عام ٨٨٧ وحتّى عام ٨٥٦ قبل الميلاد، وقد أقام مملكة عظيمة، وأقام علاقاتٍ مميّزة مع الفراعة المصريين، وهناك وثيقة قديمة تؤرّخ لمعاهدة سلام مع ملوك حيرام، وآشور، كما امتدّ نفوذه إلى الشمال حيث بنى مدينة البترون، وزوّج ابنته ايزابيل إلى ملك السامرة آخاب، وقد ولدت ايزابيل ابنتها عثاليا، أو ثاليا التي جلست على عرش اورشليم لمدة ست سنوات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى