المعنى وأصل المثل
في جبل عامل، يُقال “متل جراب الكردي” لوصف من يجمع أشياء متناقضة أو غير متجانسة في مكان واحد، أو للشخص الحائر الذي يعيش تناقضات عدة في الوقت ذاته.
عند سؤال الأستاذ قاسم حجيج، المؤرّخ ورئيس بلديّة دير انطار، عن أصل هذا المثل ودلالاته، قال:
“في زمن بعيد، عاش كردي في المنطقة كان محبوباً جداً بسبب صدقه وأمانته. كان أيضاً حرفياً ماهراً يتنقل بين القرى لإصلاح كل شيء تقريباً: الأبواب، النوافذ، أدوات الزراعة، والأواني. كان هذا الرجل معروفاً بجرابه، وهو حقيبة مصنوعة من جلد الماعز تُستخدم لحمل الأدوات.
كان جراب هذا الكردي يحتوي على كل شيء تقريباً: أدواته، وأشياء مهملة يجمعها من المنازل التي يزورها. لهذا السبب، أصبح هذا الجراب مضرباً للمثل لما يحويه من أشياء متنوعة وغير متجانسة”.
التاريخ الثقافي المرتبط بالمثل
أضاف الأستاذ حجيج:
“كانت الأجربة تُصنع من جلد الماعز أو البقر، لكن تسمياتها اختلفت باختلاف استخداماتها. على سبيل المثال:
- الزّق: الجلد المخصص لحفظ الخمر.
- السّقاء أو القربة: الجلد المخصص لحفظ الماء.
- الضّرف أو الظرف: الجلد المستخدم لحفظ الحليب أو اللبن.
ومن الجدير بالذكر أن صحيفة سورية قديمة كانت تُوزّع في لبنان خلال الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي حملت اسم ‘جراب الكردي’. كانت مملوكة للسيد توفيق جانا، وسُميت بهذا الاسم لأنها تضمنت مجموعة واسعة من المواضيع المتنوعة: الفكاهة، السياسة، الأحداث الاجتماعية، أخبار الفن والفنانين، وغيرها”.
