مقالات

قاسم حجيج وفن الليّا في جبل عامل

يغني أهالي منطقة جبل عامل صنفاً غنائيّاً شعبيّاً يُسمّى “الليّا”، وهو ضرب غنائي شائع في بلاد الشام قاطبة، غير أنّ الليّا العاملية لها نكهة مختلفة، إذ يختلط فيها الشجن الكربلائي باللحن الخفيف والكلمات الغزليّة، فينتج عن ذلك توليفة بديعة ولا أروع.

وبسؤال الأستاذ المؤرّخ قاسم حجيجرئيس بلديّة دير انطار، الباحث في تاريخ المنطقة عن الليا في جبل عامل، أجاب: “الليّا هو ضرب من ضروب الغناء الشعبي السائد في بلاد الشام، ويُغنّى في السهرات والجلسات البهيجة، والليا العامليّة غناء شعبي دارج ومحبب، وهناك العديد من شعراء وعلماء وأدباء جبل عامل الذين نظموا الليّا وغنّوها وأطربوا الناس بها، ويروي المؤرّخ محمد نجيب مروّة، أن الشيخ الجليل حبيب الكاظمي، الذي كان مرجعاً في زمانه، غنّى الليّا في إحدى السهرات في بلدة جويّا العامليّة، وفي دارة أبي حسين علي عكر تحديداً، وذلك في مطلع القرن المنصرم، إذ قيل له على سبيل الممازحة، أنّ أبا حسين مغرم بامرأة اسمها خدّوج، فأنشد الليّا يقول:

ليّا وليّا يا بنيّة ….. يا واردة عالى الميّا

ردّي منديلك خدوج ….. يمّ الفستان المطعوج

ان كان بدّك زوج اهوج …. علي عكر بجويّا

وقيل له أيضاً، أن السيّد خليل هاشم متيّم بحبّ (ثريّا) فلاطفه فوراً:

ردّي المنديل ع كتافك … طعم العسل بشفافك

والبدر لمّن شافك …. بطّل يطلع يا ثريّا

وقالوا له أيضاً في نفس الجلسة، أن أبا علي أحمد مكي قد أضنى جسده حبّ (حسنا الجمّال) ، فنظم:

حكّي براسك حكّي …. ما في عن قلبك فكّي

وحنّي ع أحمد مكّي ….. يا حسنا الجماليا

كما أن أبا قاسم محمد صوفان أغوته (سكنا الجشي)، فأنشأ له الشيخ دورا رابعاً:

ردّي المنديل ع خدودك … م حلا الحياة بوجودك

يا سكنا الجشي نهودك متل رمّان داريّا“.

        وأضاف الأستاذ قاسم حجيج: “لم يكن هناك تزمّت ديني يمنع صنوف الشعر والغناء، وحتّى في أيّامنا الحاليّة، ورغم الالتزام الديني فإنّ الليا مازالت رفيق الليالي في منطقة جبل عامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى