مقالات

قاسم حجيج وأصول الأمثال الطريفة في جبل عامل

“نحنا منلحوس طباق النّاس وانت جاي تلحس طبقنا!”

يردد أهل منطقة جبل عامل هذا المثل ليصفوا الشخص الذي يطلب المساعدة من أناس بالكاد يستطيعون تدبير أمورهم. المثل يُستخدم كنوع من الدعابة، لكنه يحمل في طيّاته إشارة إلى اختيار الأشخاص غير المناسبين لحل المشكلات.

بسؤال المؤرّخ قاسم حجيج، رئيس بلديّة دير انطار، عن أصل هذا المثل وقصته، قال:
“هذا المثل يعود إلى قصة طريفة حصلت مع القاضي الشرعي الشيخ علي مهدي شمس الدين، الذي كان قاضياً في قضاء مرجعيون. الشيخ شمس الدين كان أديباً وشاعراً وصاحب علم ودعابة.

في أحد الأيام، كان القاضي عائداً إلى منزله في مرجعيون على فرسه، فاعترضه أحد أفراد النور، المعروفين بمحاولاتهم الدائمة للاستجداء وقراءة البخت. القاضي، منهكاً من يوم طويل، أراد تجنب الجدال، فبادر النوري بسؤال: ‘هل معك سيجارة يا أخ؟’ فوجئ النوري بهذا السؤال من رجل وقور على حصانه، فتلعثم وأخذ ينظر إلى القاضي بذهول. القاضي، بنظرة ماكرة، انتظر رده، إلى أن قال النوري في النهاية: ‘نحنا منلحوس طباق النّاس، وانت جاي تلحس طبقنا!'”

وأضاف حجيج:
“هذه القصة تعكس ذكاء القاضي شمس الدين وظرافته. من الجدير بالذكر أنه بعد سقوط الدولة العثمانية ودخول فرنسا إلى سوريا ولبنان، سعت السلطات الفرنسية لاستمالة الأقليات التي همّشها الأتراك. فجاء نصيب أبناء جبل عامل من وظائف مرموقة في الإدارة والقضاء والتعليم. رغم الفتاوى التي حرّمت التعامل مع المحتل، إلا أن الواقع فرض على المتعلّمين من المنطقة سدّ الفراغ الإداري. ومن بين أوائل أبناء المنطقة الذين شغلوا مناصب إدارية وقضائية، نذكر القائم مقام محمد سهيل والقاضي الحاج محمد سعيد بزّي، رحمهما الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى